دخل جحا أحد المحال التى تبيع الحلوى والفطائر ،، وطلب من البائع أن يعطيه قطعة من الحلوى.. لم تعجب الحلوى جحا ،، فطلب من البائع أن يستبدلها بقطعة من الفطير.. أخذ جحا قطعة الفطير ،، وانصرف دون أن يدفع ثمنها.. نادى البائع على جحا وقال له: لم تدفع ثمن الفطيرة يا جحا؟!!! فقال جحا: ولكننى قد أعطيتك قطعة الحلوى بدلًا منها.. فقال البائع: ولكنك لم تدفع ثمن الحلوى أصلًا !! وقال جحا: وهل أخذت الحلوى وأكلتها حتى أدفع ثمنها؟؟؟!!!
ثقافة “ابوالعريف” هى نوع من الثقافة العشوائية التى توجد للأسف فى العالم العربى وليس فى “مصر” فقط، وأن من مظاهر هذه الثقافة: الإدعاء بالعلم والمعرفة، والتظاهر بأشياء تخالف الحقيقة،مشيرًا إلى أن الثقافة العربية لا يمكن أن تستقيم أو تتقدَّم إلى الأمام ما لم تُنزع منها ثقافة “ابوالعريف “، خاصةً فى ظل وجود عدد كبير من الأميين وغير المثقفين الذين يصدقون ما يُقال لهم دون فحص أو تمييز.
أبوالعريف هو ذلك الشخص الذى يدعى المعرفة فى كل شىء ” سياسة – اقتصاد- دين- فن – رياضة …..” استغل ذكاءه وحيلته، لكى يتكيف مع الظروف المحيطة به، كبديل لحالة الغضب أو الصدام، أو المواجهة مع الحكومة التى يحمِّلها عبء تدنى أوضاعه المعيشية على مر العصور.. ناسيا ومتناسيا انه فرد فى هذا الشعب علية ان يدعم الحكومة والوطن بالعمل والانتاج لكنه يلجأ إلى “تقليب رزقه”، من خلال الكلام السلبى فقط دون العمل وهذة هى الكارثة التى نعيشها، ومن صور ابوالعريف استغلال البعض لشوارع الدولة وجعلها ملكية خاصة كجراجات خاصه بهم، أو ما يسمى بـ “منادى السيارات” الذى لا تراه إلا مرتين فقط، عندما تبدأ بركن سيارتك، والثانية عندما تهم بالإقلاع، فعندما تجد مساحة لركن سيارتك فجأة ودون سابق إنذار تجد من يخرج لك من تحت الأرض ويقول لك ” تعالي، أرجع، شمال شوية، يمين شوية”، نورت يا باشا، وتجد ابوالعريف أيضا فى جميع المصالح الحكومية، وفى المحاكم، وإدارات المرور، فيعرض عليك خدماته وتسهيل كل شىء مقابل المال طبعًا.. مرورًا بأن تجد أحدهم يقوم بسرقة مصابيح الإضاءة من أعمدة النور، ومربعات الإعلانات الموضوعة على جانبى الرصيف فى الشوارع، أو مثيلتها من كابلات مترو الأنفاق، وسرقة أغطية البالوعات وصناديق الكهرباء من الشوارع، بل بلغ الأمر إلى سرقة كبائن التليفونات من أمام السنترالات، وسرقة صناديق القمامة من أمام ناصية الشوارع. وهناك ابوالعريف فى تقفيل الميزانيات، وخداع الضرائب، والضحك على الموظفين الصغار والمواطنين، واللعب بأحلامهم وأمانيهم.. حتى إنه يتقدم أحدهم بطلب قرض من أحدى البنوك، وهو يعلم إنه قرض واجب السداد، ثم يبدأ فى المماطلة وإستخدام ثقافة الفهلوة التى تنتهى فى أغلب الأحيان نهاية مؤلمة فى غير صالحه..
إن الالتزام بالنظام والعمل والانتاج والتفاؤل بالمستقبل والوقوف صفا واحدا حكومة وشعب أمر حتمى لانتظام الحياة، بل إنه دليل على الرقى،
وعليه فإن المجتمع يحتاج إلى تضافر جميع المؤسسات التعليمية، والإعلامية، والدينية، والتربوية، وغيرهم، يعملون كفريق عمل له إستراتيجية محدَّدة تهدف إلى إحداث تغيير فى نمط الثقافة السائدة خلال مدى زمنى طويل، والذى يجب مواجهته عن طريق وضع فوانيين دقيقة وصارمة، إلى جانب وجود جهات رقابية من قبل الدولة لمتابعة تنفيذ هذه القوانين، ووجود الضمير الإنسانى الذى يحاسب صاحبه على أى مخلفات يرتكبها.
لو أبصر هذا العريف بعيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه “
وإذا أراد الله بعبده خيراً أرشده إلى الاعتناء بعيوب نفسه، ويجاهد نفسه ويحاول إصلاحها، فنجد العبد الفطن منشغلاً بنفسه،حريصا على وطنه وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُـكـبِّـر!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهلكـُهُمْ “ رواه مسلم. مصر بخير … هيا الى العمل والانتاج يد بيد حكومة وشعب